فضيلة القاضي/ ………. القاضي بالدائرة ………. بالمحكمة العامة ………. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
الموضوع: لائحة اعتراضية على صك الحكم الصادر برقم ………. وتاريخ ……….
الإشارة: الدعوى رقم ………. وتاريخ ………. المُقامة من قبلي أنا ………. ضد المُدعى عليه ……….
منطوق الحكم
لذا فقد حكمت بفسخ نكاح المُدعية من زوجها المُدعى عليه على عوض وقدره ………. ريال وعليه أفهمت المُدعية بأن عليها العدة الشرعية وهي ثلاث حيضات اعتبارا من اليوم الموافق الثلاثاء ………. وأن لا تتزوج حتى يكتسب الحكم الصفة القطعية ففهمت ذلك وأفهمت المُدعية والمُدعى عليه بان لهما حق الاعتراض خلال ثلاثون يوما من تاريخ صدور الحكم.
أسباب الحكم:
1- الدعوى والإجابة
2- ما قرره الحكمان ولإصرار كلا منهما على رأيه.
3- لقوله تعالى (وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن بريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا).
4- ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث امرأة ثابت بن قيس بن شحاس.
5- لقوله صلى الله عليه وسلم “لا ضرر ولا ضرار”.
6- أن استمرار الحياة الزوجية على هذا الوضع أمر لا يتحقق منه مقاصد النكاح.
7- بقاء المُدعية ناشزا مع طفل.
أسباب الاعتراض على الحكم:
أولا) بطلان تسبيب الحكم:-
حيث أن الحكم محل الاعتراض عليه قد اعتمد على جملة من الأسباب، غير أن ما يتعلق منها برد العوض من عدمه، هو سبب وحيد يتمثل فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث امرأة ثابت بن قيس بن شحاس، الذي جاء فيه أنها قالت للنبي المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه (يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا أني أخاف الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته فقالت نعم فردت عليه فأمره ففارقها) إ.هـ، فالمستفاد من حديث خير خلق الله جميعا، أنه صلى الله عليه وسلم ما قضى برد المهر وألزم السائلة بذلك إلا لأن رغبتها في الفسخ مبنية على بغضها للعيش مع زوجها مع حسن عشرته لها، فلم تذكر السائلة أنه يضربها أو لا ينفق عليها أو أي سبب آخر من الأسباب الموجبة للفسخ، بل على العكس من ذلك فقد أثنت على أخلاق ودين زوجها، وهنا جاءت حكمة الرد من النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان له أن يظلم زوجها ويعاقبه لحسن خلقه ودينه فيقضي بالفسخ مع حرمانه من رد زوجته للمهر له.
أما فيما نحن بصدده: فإن فضيلة القاضي مُصدر الحكم قد أخذ هذا السبب على مجملة، فقضى فضيلته بفسخ النكاح مع إلزامي برد المهر، بالرغم من أنني قد أسست سبب المطالبة بفسخ النكاح على سوء عشرة المُدعى عليه وسوء تعامله معي واعتداؤه علي بالضرب المُبرح في غير مرة، وهنا يبرز الخلاف بين حالتي وبين الحالة المذكورة في الحديث الشريف، ويتضح ذلك بجلاء من خلال ما ورد على لساني وأثبته صك الحكم في صفحته رقم (1) وتحديدا في السطر رقم (7) حيث جاء فيه ( ………. والمُدعى عليه سيء العشرة حيث أنه يضربني ويسيء عشرتي) إ.هـ كما أكدت على ذلك أيضا في موضع آخر، فجاء في الصفحة رقم (2) وتحديدا في السطر رقم (25) ما يلي (فأصرت على رأيها وطلبها الفسخ وقالت إن ما عانيته من سوء عشرته وجفائه ليهون لأجله كل شيء ولست مُستعدة بالرجوع إليه ولو بقيت الدهر معلقة) إ.هـ، بل إن الأكثر من ذلك أن المُدعى عليه قد أقر بذاته بسوء عشرته لي، إذ قد ورد على لسانه في صك الحكم وتحديدا في السطر رقم (15) من الصفحة رقم (1) ما يلي ( ………. وأما الضرب فلم أضربها سوى مرة واحدة بيدي وكان ضرب غير مُبرح) إ.هـ.
ولا شك أن إقرار المُدعى عليه بالضرب دليل على سوء العشرة، حتى وإن أتبعه بالقول أن الضرب كان غير مُبرح، لأنه منطقيا وبديهيا لن يُقر أبدا بكون الضرب كان مُبرحا، علما بأنني قد كذبت قوله بأنه لم يضربني سوى مرة واحدة، فعقبت على ذلك بالقول أنه ضربني أربع مرات وذلك مُثبت بصك الحكم.
وأمام ذلك كله، فإنه يتضح لمقام فضيلتكم أنني لم أؤسس دعواي على طلب فسخ النكاح لكراهة العيش مع المُدعى عليه رغم حسن خلقه وعشرته لي، بل إنني على النقيض تماما قد أسستها على سوء عشرته وتعامله معي، الأمر الذي يُوجب فسخ النكاح دون عوض.
ثانيا) أن القضاء بفسخ النكاح بعوض مُجحفا بحقي وبمثابة مكافأة المُدعى عليه على سوء معاشرتي:-
حيث أنني – وعلى النحو الموضح في البند أولا أعلاه – قد أوضحت أن سبب طلبي لفسخ النكاح قد تأسس على سوء معاشرة المُدعى عليه لي والاعتداء علي بالضرب المُبرح في غير مرة، الأمر الذي يوجب التفريق بيننا دون عوض، إذ أن في تقرير الفسخ بعوض، مكافأة للمُدعى عليه على سوء عشرتي ومن ناحية أخرى فإن فيه إجحاف بحقوقي أنا المقهورة تحت وطأة سوء معاملة المُدعى عليه واعتداءاته المتكررة عليّ بالضرب، ولا شك أن ذلك ينافي كل مفاهيم العدل والإحسان التي أتت به شريعتنا السمحاء.
المطلوب:-
تكرم فضيلتكم بالإطلاع ونقض الحكم الصادر والقضاء مُجددا بفسخ النكاح دون عوض.
وفضيلتكم الأهل للعمل بقول الفاروق عمر بن الخطاب إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ” ولا يمنعك قضاء قضيته أمس فراجعت اليوم فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ………. “
وفقكم الله ورعاكم وسدد على دروب الخير خطاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المدعية/ ……….